السبت، 24 أكتوبر 2009

هرطقة حب


جلست على السرير و قربت أقدامها إلى صدرها بحركة حماية و ضغطت على جسدها, خيلُ إليها أنا سمعت صوت طقطقة عظامها و جسدها الذى تداعى داخل صدرها , فلم تعبئ و لم تعر جسدها إهتمامآ فقد تشتتت , تبعثرت, تناثرت.
وضعت رأسها على ركبتيها بقوة و شعرت أنها لفت حول مدار نفسها و دارت ألف مليون دوره , هل تلوم نفسها أم تلومه ؟ فقد أهداها حلم و عاد ليسترده بعد أن تعلقت به بذرات روحها , فهل يملك حق إسترداد الحلم ؟ سؤال بلا إجابه..
نزفت دمعآ تناثر كحبات من اللؤلؤ على تنورتها الطويله, أطرقت السمع تنصتت على قلبها المريض فلم تسمع سوى صوت أنفاسها الضعيفه التى تجاهد لتخترق صدرها كأنها موتور سيارة قديمة, مدٌ من الإحباط يجتاح روحها و هى فى حالة من الإستسلام الكامله فيكفيها معركة واحدة, تلك الأنفاس الجامحه العنيده التى لا تروض.
أنانيه...
مسيطره...
متطلبه...
عنيده...
حالمه...
عصبيه...
عاشقه مضطربه..
مستبده..
سخيفه...
غيوره...
أى يا إمراة خريفية
عاشقة..................................لأقصي درجه
تمتمت بكلمات مفادها الرضا, على عدم الرضا, فكلتا الحالتين مستعصيتين .
كيف يطير عصفور بجناح واحد ؟ نظر العصفور الرمادى الصغير إلى صورته المنعكسه على صفحة البحيرة الرماديه , عصفور بجناح واحد ؟ ردد الجمله مرارآ ليحفظها فعقله الصغير غير قادر على إستيعاب شكله, لف حول ذاته و دار,
فربما يقبع جناحي مختبئآ فى مكان ما خلف ظهري , فلم يرى شئ سوى جناح واحد.
لمعت عيناه الصغيره بالحيره رفع رأسه إلى السماء فوجد أسراب الطيور المحلقه المغرده فقرر أن يجاريها بالغناء علها تكون أداته الوحيده الباقيه , فخرج صوته مذبوحآ ضعيفآ كأنه النواح , سار على أقدامه الرقيقه إلى الشجرة الكبيرة التى لا يعرف له سكنآ غيرها , جلس وحيدآ على الأغصان الجافه و ضم جناحه الوحيد إلى صدره و أختبئ من ذاته.
أمسكت ببخاختها و أخذت حبات الدواء التى إعتادتها, لم تقوى على تغير جلستها و بقيت ساكنه , هادئه رغم الإضطراب, أغمضت عيناها فى محاولة لإستجداء النوم , فزارها مربتآ على كتفها بحنان يحمل سلة كبيرة مليئة بالأحلام و هى من إحتكرت شرائها , لمعت عيناها بدمعة وحيدة باقيه و رفضت أن تبتاع منه شيئآ .

السبت، 10 أكتوبر 2009

محاكمة حب

سأروى لكم قصتها ...
و سأحكي لكم ملابسات قضيتها ...
و سأضع أمام عدلاتكم كل الأدله و البراهين التى تدينها ..و تثبت أنها و بكامل قواها العقلية و دون التعرض لأى ضغط من أى نوع أقدمت على فعلتها تلك مع سبق الإصرار و الترصد ....

سيدي القاضي ..
حضرات المستشارين ...
النيابة الموقره...
أقف أمامكم لا لأنفى التهمه عن موكلتى ...و لكنى أقف لأدينها ..فشهود النفي هم شهود الإثبات ..أدلتى الواحد تلو الأخر تثبت تورطها و تحريض عيناها على الحب ...
فقد إمتهنت الحلم و إحترفت التحليق و الطيران ...بنت من الغيوم منازل سكنتها وحدها و صنعت من النجوم زهور مضيئة تنير ليلها الطويل ..كانت تستيقظ باكرآ تلملم حبات الندى تصنع منها عقود و أساور لها رائحة الفل و الياسمين ترتديها و تسير تدندن تحمل حقيبة الأحلام تجوب المدن فى بحث دؤوب ...تحمل حذائها تلامس الأرض الباردة بقدميها ..تضحك كطفلة صغيرة على نظرات الدهشة و الإستغراب...
تبحث عنه, ففى مدينة ما ...فى شارع ما ...ستجده ...
يحمل قلبآ له ملامح حفظتها عن ظهر قلب ...ستتعرف عليه حتى قبل النظرة الأولى ...فقد وقعت أسيره له دون أن يدرى ...سيعرفها حتمآ و سيتردد فى البوح ..فتركض للقاءه و خجلها يحيط بها كفقاعة من الهواء لا تلبث أن تختفى عندما تعرف أنامله طريقها ليدها فى ثوانى معدوده ...له خاصية تميزه عن باقى البشر ..فهو بكل بساطه يشبهها و إن إستعصى عليها فهمه ..فمن منا يفهم ذاته؟ أو يعرفها حق المعرفه؟
إعتادها قبل أن يفكر ..ففي عيناها وجد ذاته أو بعض من نفسه..و عندما كانت تغمضهما للحظات كان يري في وجهها تحريض واضح و صريح على الغرق فى الحب إلى ما لا نهايه...
تردد و سأل نفسه...فكانت المقاومه هى ذاتها الإستسلام...فكل الطرق لا تؤدى إلى روما ...بل تؤدى إلى قمر حياته الذى أنار فجأه ليكتشف أنه كان يعيش فى ظلمه و أن عيناهٌ إعتادتها فلم يعد يميزها..
فهل يحبها؟؟ أحبها حتى قبل أن يعرف ما معنى الحب..

سيدي القاضي ...
إختلطت الأوراق ..و تبعثرت مستنداتى ..فلم أعد أميز أيهما الجانى و أيهما المجنى عليه؟؟ و هل أنا فى موقف إدانه أم دفاع؟؟
و من هى ضحيتى؟؟ و هل أطالب بتوقيع أقصى العقوبه أم أتنازل عن القضيه؟؟؟
و لصالح من و لمن ؟؟
سيدي القاضي ...
أقف أمامك لا لأدين أحد ..و لكنى هنا أطالب من عدلاتكم التفكير بقلب لا بعقل ..التفكير بحب ..فنحن أمام حالة عشق من الدرجة الأولى و من قبل النظرة الأولى ..و أنا هنا لا لأطالب بالبراءه..بل بتوقيع أقصي العقوبة عليهما معآ ..فالحكم المرضي و العادل هو أن تحكم على قلبيهما بالسجن معآ مدى الحياه..
و فى النهايه ثقتى فى نزاهتكم لا حدود لها ..و أشكر للمحكمه سعة صدرها ................و شكرآ
( هيئة المحكمه الموقره..المستشارين ..قلب
روح
و عين
النيابه.........العقل
المحامي........
الحب..........)

شنطة سفر

بدت كل الأشياء صغيرة بطريقة مبالغ فيها .........
حتى حزنها بدا لها صغيرآ قياسآ بحجم الفقد .. نظرت من النافذة إلى أطياف تتلاشي و صور لا تميزها ...
تنهدت كأنها تعاتب ذاتها على أمور لا يد لها بها و لا تملك الحق فى تغيرها ...
كم تمنت لو تعيد ترجيع الشريط ..لتعيش ذات الأحداث و المجريات بحلوها و مرها ..
بتعجلها و تأخرها ..بإنضباط مقاسها مع حجم أمنياتها و عدمه...
كل لحظة و كل ثانية حملت بين طياتها عمرآ بأكمله ...أغمضت عيناها لتتحاشي النظر إلى شئ و لتسكت حوارات فارغه تدور حولها و لا تعنيها ...
أرادت أن تختلى بنفسها ..تحدث قلبها و تربت عليه بحنان ..
أو تلامس قفصها الصدرى و تبحث عن تلك المدينه التى تختبئ في مداره الفارغ بإستكانه ...
أيا مدينه ..
إستودعتك قلبي و صندوق قديم فى شارع عام لا يراه أحد وسط الضجيج ..يركن بهدوء إلى سور يفصله عن صفحة النيل الرماديه ..
صندوق وضعت فيه كل ذكرياتى ..أحداثى ..همساتى ..و مجمل أحلامى ..
تردداتى ..إنبعاثاتى..تنهداتى...تغي
راتى..أبجدياتى و أولى خطواتى..
إستودعتك وجوه الأحبة ..و دفء القلوب ..
لحظات حميمه ..و شوقآ دؤوب...
جراح قديمه ..و حزن يذوب ....
أيا مدينة مغلقة بإحكام ...مشرعة الأبواب ...
إستودعتك ذاتى ...و أحلى لذاتى...و أول و أخر ملذاتى...و أعظم إنجازاتى ..
يا مدينة إنحيازاتى و إنتصاراتى و نكساتى و إنكساراتى ...
يا عمرآ مضى و كل ما هو آتى ...
تذكرت أخر أوراقها إليه ...ورقه لم تعطه إياها ..كتبتها لتحتفظ بها ...
أخرجتها من حقيبتها و فتحتها لتتهجى الأحراف خلف غشاء من الدموع الماسيه ...
لو كان للسعادة سبب..}
فأنت كل أسبابي ..
و لو كان للحب قلب ينبض و دماء تجرى فى العروق ..فعيناك يا حبيبي شرياني بقائي ...
صمتى ..
لهفتى ..
شوقى ...
إبتعادى و إقترابي ...
لي يا حبيبي فى العشق قصة تروى ...تناثرت كلماتها على درجات أحلامى المحققة ...و قمرى الذى ينير صفحة النيل راقصآ هائمآ فى الحب مستسلمآ للذاته ..
لى فيك ..
إقتراب مضطرب بحمرة الشوق ..
و إبتعاد ظاهر خفي متسلل بالقرب ..
لي فيك حلاوة الطعم ..و سعادة المفاجأه ..و شوق العمر و خفة اللحظه ..
و إرتعاشة القلب و لمعان العين و ضعف القدم و إحتراف التحليق و الطيران ..
لى فيك نفسي و قلب تناثر فى لحظة بالعمر كله ...
ليلتصق بك و يبقى معك ..
و أبقي أنا ...بأجزاء من قلب ..
و أطياف من روح ..سعيده ..هانئه..راضيه...بل أكثر لأنى أهديتك لحظة حب{ ...
تدحرجت دمعه وحيده ..فعضت على شفتيها بغضب ..
أخرجت من حقيبتها قطعة من الشوكولاته ..تناولتها و علا صوت المضيفه تعلن الإستعداد للهبوط .....
(مستوحاه من أغنية شنطة سفر ..غناء أنغام كلمات فاطمة جعفر و ألحان محمد علي سليمان )

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

لمسة إيد

سأخذكم فى رحلة بسيطه ..نسير فيها حفاة على أطراف أصابعنا ...نتسلل إلى أروقة الحب ..نقرأ فى فناجين القهوة و ربما فناجين الشاى أيضآ , لنبحث عن قصة تروى ..لها وقعٌ موسيقى أو بين طياتها تحمل رسوم متحركه ملونه..ينبعث منها عبير النرجس الأخاذ ...
فى الحب ..تنبت كل القصص من بذرة واحده..لكن يختلف حجم المحصول و جودته..
قصتهما لم تبدأ بالنظرة الأولى ..فسلام و لقاء ...لكنها فى مضمونها تشابهت و قصص الأحبة و العشاق ...
أحبها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إحتمال ..
أحبته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أكيد...
لكن اللقاء بقي مؤجلآ ..حتى حانت إلتفاته كريمة من القدر فقرر ان يجود عليهما بلقاء ...
حادثته ليتفقا على المكان و الزمان و إن كانت كل الأماكن مملوكة لتلك اللحظة التاريخية و الزمن قد إختزل ذاته للحظة تلاقي العينان فى النظرة الأولى ...
(ذهبت مبكره ...و رغم الحيره التى عصفت بها فقد إرتدت ملابس بسيطة لتخيب ظنون ذاتها و تخلف تطابقها مع حلم لطالما راودها...حالة التوتر المفاجئه التى عصفت بها أسقطت أوراق شجرها اليافعه و إنهارت زهور ثقتها الربيعية إلى خريف مصفر ذابل....
إختارت طاولتهما قرب النافذه لتمارس هوايتها بالهروب عن أعين الناس و فى ذات الوقت ترقب قدومه إلى المقهى ..
هل تأخر؟؟
أم أنى أتيت باكرآ ؟؟
حدثته فى الهاتف .." و قد إعتادا الحديث فيه و إطمئنت لصوته كما إستكان لنبراتها".. قال لها أنه فى الطريق إليها و قد أخره شراء غرض لها فخمنت أنها زهور و قد صدقت ...أخبرته و فى صوتها إرتعاشه ..أنها تفكر بالمغادره و تأجيل اللقاء..فطلب منها أن تنتظره لأنه أتى للقائها...)

(ذهب إلى عمله كعادته ..جلس على مكتبه و لكنه لم يكن فى حالة تسمح له بالتركيزو ظل يفكر فى ذلك اللقاء المؤجل ..
لم تحدثه لتؤكد قدومها ..فهل غيرت رأيها؟؟
تلاعبت به الأفكار كريشة مضطربه لم يستعد للقائها حتى يتناسي الموقف و يستطيع أن يتلاعب بعقارب الساعه..فعلها تخفى عنه قلة صبره ..شوقه..و إضطرابه..
هاتفه يرن...أتاهٌ صوتها قلق تؤكد قدومها و لكنها ستتواجد قبل الموعد المتفق عليه بنصف ساعه..." أشفق عليها من الإنتظار"
خرج من مكتبه و وصل إلى شارع بجوار المقهى ..بحث عن محل لبيع الزهور و إبتاع لها باقة لم تعجبه..و لكنه كان فى حالة لا تسمح بأى نقاش أو جدال مع أى شخص أخر غير قلبه..
يرن هاتفه ثانية..إنها هى ...ضلت قدماى الطريق لكنى بالقرب..
لكم تمنى أن يهرب هو شخصيآ ...لمحها من بعيد .. تجلس قرب النافذة..إبتسم لها..)
دخل المقهى ليجلسا صامتين على ذات الطاولة ..إلا من حديث بالقلوب و النظرات و حديت أخر فى صدر كلآ منهما مع قلبه ..أسرده أنا على مسامعكم..
• لى مع الخيالات قصة و روايه..فأنا أعترف أمامك دون إعتراف جلىَ..أجلس أمامك على الطاولة ..أحتضن بين طيات كفي فنجان الشاى..أخاف أن تلامس أناملى مصادفةً..فتتأكد أنك تجرى فى عروقى مجرى الدم..أهرب إلى فنجان ساخن يلسع أناملى..لأهرب من يدك الحنون..
• أختلس النظرات إلى يدها التى تعبث يها حائره..وكأنها تلامس أوتار قلبى لتعزف لحنآ من العشق الأبدي ..يا قيثارة عمرى ..أتمنى أن تضعي يدك على الطاوله لتهدأ و أن أتسلح بالشجاعة و الجرأه لأمسكها بلحظة بالعمر كله.......
• هل أضع يدي على الطاوله؟؟ أم أخبئها فى حجرى كالأطفال؟؟ ربما لا يود أن يمسكها فإن وضعتها ستكون محاولة عرض واضحه و صريحه و إن لم يمسكها سأشعر بخية أمل و إحباط و خجل لا نهائي....
• يتسلل اليأس إلى قلبى الملهوف على لمس يدك و يلقي بستاره كنهارنا الذى ينسل مودعآ من النافذة ناظرآ إلينا بإشفاق متمنيآ لنا لحظة سعيده..تذوبين السكر فى الفنجان..رائحة عطرك تملئ المكان..أكاد أغمض عينايً مستمتعآ بوجودك الطاغى ..حتى المائدة قرب الزجاج تتراقص طربآ فقد شرفتها بحضورك المبهر و غلالة عطرك و عبيرك ....
• أتلمس فنجان الشاى الخاص به ..أتمتم بكلمات مفادها أنى أعشق تحضير الشاي لكل من يرافقنى من صحبه ..لكنى كاذبه ..أعشق إعداد الشاى لك وحدك ..أنت فقط دون سواك من البشر ..أعشق لمس أمورآ تخصك ..هاتفك ..مفاتيحك..أوراقك ...سترتك ...كلها حظيت بشرف إنتسابها إليك ..أشياءُ تخصك ..و أنا أعشق الخصوصيه فى عشقك...
• أفقد الأمل ..........................
..و لكن الأمل جزءُ من حبي لك ..فكيف أفقده؟ أنتى منتهى أملى و غاياتى ...و لحظات عشقى التى ذابت كحبات السكر فى الفنجان...هل طعم الشاي مختلف؟؟ ألإنك أنت من أعدتهُ؟؟ حبيبتى سلمت يداك التى أتوق لمسها و لا أستطيع ...........ألوح للنادل ..أدفع ثمن الشاي لتعجلك الرحيل ...نسير سويآ لنزل السلم ...
• قلبي يكاد يتوقف من السعادة ..فقد فاجأنى بإمساكه يدي و نحن نهبط الدرجات و نغادر المقهى ..نظرةُ إلى عينيه مودعه و أوصيتهُ على نفسه بكلمات لا أميزها ..أطير ..أحلق ...هل هذا هو الحب؟؟؟
• أخرج من المقهى سعيد ..أقفز فى الطرقات على صوت دقات قلبي راقصآ ..فقد تحرك اللاوعى أخيرآ و حضنت يدك التى ذابت بين أناملى كقطعة من الحلوى ...............أحبك ......أجل ..................أحبك.

الاثنين، 27 يوليو 2009

إعترافات على فنجان شاى بالياسمين


أحتاج إليك ...و لا تدرى ..أشتاق إليك ...و لا تدرى أتمزق بين الحب و النكران ..أأهذى ..أحلم ..؟؟حياتى تلك أم واقع تكوبس على حاله؟؟ليصبح فيلم تراجديآ مؤثرآ ..مؤلم ..رغم أن حبي لك منتهى السعادة ...فكيف لسعادتى أن تؤلم ؟؟حضنآ وسع العالم أجمع ..و قلب ينتفض ..وسط الضلوع كطير صغير مبتل ...أتدرى ؟؟ أتشعر ؟؟ أترى ؟؟أم أنك تصطنع الغباء ؟ و تدعى َ التبلد و فقدان البصر الإختياري؟؟...................................أشتاق إلى حضن يسع العالم ..إلى قلب يخفق و يردد إسمى ..إلى حب كبير و حنان غامر ..أشتاق إلى موسيقى ملائكية ..إلى مشاعر فياضة و نظرة حنونة ...أشتاق إلى من كان يومآ ما ...حبيبي ..ليغدو غريب تائه ..فلا يعرف نفسة ....................................ذات صباح رمادي ..أشرقت أشعة الشمس بكسل و روتنية ..تسللت عبر النافذة لتداعب وجهك الملقى بفوضوية الأفكار على الوسادة ...فلم أحلل يومها ...أكانت أشعة الشمس أم ظلمة الليل فإحداهما إستبدت بروحك و عبثت بعشوائية بزوايا قلبك ؟؟فتغيرت قصرآ لا إختيارآ ...تغزونى الذكريات ...كنا نسير متشابكي الأيدي ..تهمس بأذنى بكلمات الحب الرائعة ..أتذكر نظرتك الشقية ..و كم من المرات ضبطتك متلبس بها ...أبتسم رغم الحيرة و أنا أتذكر أناملك تداعب يدي خلسة بعيدآ عن الناظرين.........................................حبيبي هل تأخرت ؟؟؟أم أن الحب طرق باب قلبك بعد فوات الأوان ؟؟هناك ..فى مكان ما ..يقبع حبيبي ..طفل شقي يلعب بالبالونات و يضحك ملئ قلبة ..يحب بكل روحه ....أرجوك ..إبحث عنه أعده إلىَ ..فأنا أنتظره بفارغ الصبر ..فلم أحب غيره و لن أحب ........................أعلم ذاتى المتمردة ....و أعترف أصبح متطلبة فى بعض الأوقات ..و لا أنكر أغدو عصبيه ..صعبة المزاج ...متوترة..حائرة و حالمة ...و قد أبدو مستحيلة الإرضاء أيضآو أعلم أن تقلباتى تلك تجعلك مضطرب ..هائم ..و كسول ..و لكن حبيبي تفهم إندفاعي ...فأنا أحاول أن أكون أكثر من ذاتى ..أحاول أن أنتشر ...أحلق ...أسترسل ...أحاول أن أوصل إليك فيضان مشاعرى و أحاسيسي .....سامحنى ...فلم يخطر ببالي قط أن فيضاني يغرقك فى الحيرة اللا متناهيه ................................................أعدك أن أبنى السدود ...أن أترك لمشاعرك الفرصة و لأفكارك المجال ..أعدك أن أجلس هادئة متزنة ..أن ألجم دقات قلبي ..و أن أروض أشواقى ..و أفتح الباب لأشعة القمر الناعمة لتتسلل خلسة على وجهك و قلبك ...أعدك أن أبتسم بنعومة و أكف عن القهقهة الصبيانية التى تشوشك أحيانآ و أن أنظر إلى عيناك طويلآ لأقرأ ذاتك و أكف عن الكلام و شرح ذاتى ...............................حبيبي ...يا عشقى الأول و الأخير ...يا نورى اللذى لا ينطفئ أبدآ ...يا ذاتى الحالمة ..المتزنة ...يا ماضى و حاضرى و مستقبلي ...أقف مستسلمة ...عاشقة ...على بوابة قلبك الكبير ...فلا تبقينى منتظره و لتفتح لنا أبواب الحياة لنحيا .........

الأحد، 12 يوليو 2009

سحب التفاؤل


تملكنى هاجس اللقاء ...لقاء من ؟؟ لا أعلم ..و إلى أين ؟؟ لا أدرى ...أضرمت موعد مع المجهول ...و عندما لم يأتى ..قررت أن أصبح أنا المجهول ..فذهبت للقاء ذاتى..خرجت أتسكع فى دروب و أروقة قلبي ...وقفت أمام زقاق ضيق مكتوب علية طفولتى ..ضحكت ضحكة زلزلت أعماقى ...كأنى لم أكن يومآ ما طفلة ...أو أنى كنت ..فى قرون غابرة مضت و إضمحلت و إنصهرت تحت وطأة سنين طوال من التعقل المفروض قصرآ...فشلت بعقليتى الحسابية البسيطة من حسابتها ...حلمت يومآ ما فى لحظة جنون مصطنعة أن أكون ولد ....فسرت أصفر و أنا أرتدى بنطلون من الجينز و أصطنع مشية غريبه ...هل كان ذاك الحلم ملكى ؟؟ أم أنها رغبة أب تجرع كوب الشرقية حتى أخر قطرة؟؟هززت كتفى بإستهزاء ذكورى ..فما بين الجنون و الحلم أتمرجح عاقلة كما كنت و سأبقي رغم أنفي ...أسير فى دروب ذاتى لا ألوى على شئ ...ألمح فى نهاية درب سحب بيضاء شفافة ...هل هى قلبي ؟؟ و أى قلب يبقي ناصع البياض رغم كثرة الطعنات و تلوثه بدماء الغدر ؟؟داهمتنى موجة دعابة ..فتمتمت أنى إستعملت مسحوق غسيل غالي الثمن و أذبت معه كوب من الكلور الأبيض ...ليبقى قلبي ناصع البياض ...أكملت التسكع فى مدينة ذاتى النائية ...الخالية تقريبآ من البشر ...غريبة أنا ...مزدحمة دائمآ ...أملك قدرة على التخاطب مع ذرات الهواء..أستئنس وحوش البراري ...و تتفتت الدقائق من ثقل يومى و كثرة مشاغلي ..و رغم كل شئ ..تبقي مدينتى وحيدة ..خالية ..موحشة ..كأنى أقطن و الأشباح ذاتى ..نغلق باب المدينة و نلقى بالمفاتيح فى دروب اللآعودة ....أطياف من ماضى ...........مضى و حاضر .....مبهم ..و مستقبل ...لا ينبئ ببشاير فرح قريب أو حلم قابل التنفيذ ..و أنا ..أقهقهة كعادتى طفلة مصرة على التفاؤل الأحمق ..جلست منهكة على رصيف ذكرياتى ...و سألت نفسي بفضول ..هل التفاؤل حماقة ؟؟؟لم ترضينى أى إجابة ...فلا لم تكون نافية كما وددت ..و نعم لم تكن جازمة كما حلمت .....و فى آخر المشوار ...رغم التردد و الأرق ...رغم الوحدة و مشاغبة الذكريات ....بكامل حريتى أبقى سجينة ذاتى المتفائله ...أبحث عن الحبوب الزرقاء بلون الليل و التى تساعدنى على النوم بهدوء ...أبتلعها و أضع رأسي على وسادتى التى فقدت طزاجتها من زخم أفكارى و حرارة ذكرياتى ...أغمض عيناي لأحلم بوسادة طازجة ....و سحب من التفاؤل ..

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

مهمة خاصة جدآ


أسندت رأسها المنهك على زجاج النافذة ...لم تعتد رغم كثرة تنقلها النوم فى أى من وسائل المواصلات ...كانت السيارة تسير على الإسفلت الحارق ..فدرجة الحرارة فى الخارج قاربت على ال40 درجة مئوية ....تنفست بعمق ...تحاول أن تبحث عن نسمة واحدة و لا تجد ..رغم إرهاقها الشديد فقد أصرت على إستكمال رحلتها دفعة واحدة ..و رغم محاولات بعد الأصدقاء ..و إلحاح البعض الأخر فقضاء بضعة أيام فى بغداد لم يكن ضمن مخططاتها ...لم تبالى بمشقة الرحلة ..و رغم يقينها أنها بضعة أيام فقط و أنها ستعود من حيث أتت إلا أن شعورها خالف كل توقعتها ..تذكر اللحظة التى إستلمت فيها تذكرة السفر ...شعرت أنها ستكون رحلتها الأخيرة و انها لن تغادر تلك المدينة و لا ليوم واحد ....جلست بجوار النافذة ...لأنها تفضل أن تبقى عينيها خارجآ لأن لا تشعر بالحصار فى أى لحظة ..و كانت تلك هى جلستها طوال الرحلة ..من مدريد إلى لندن ..و من لندن إلى عمان ..و من عمان إلى بغداد ..و من بغداد إلى السليمانية دون توقف لحظة واحدة ..لأن لا تخور قواها و يعتصر قلبها الألم فتهرب من مواجهتة ..........فقد أرسلها الحب فى مهمة خاصة ...مهمة خاصة جدآ ..لو كانت ناديا خبرتها أنها سوف تزور العراق منذ خمس سنوات ..لقالت لها أنها تهذى ...و أن العالم لم يخلص من الدول حتى تزور العراق ...و ها هى تسابق الزمن لتلقي بنفسها فى مدينة السليمانية ....كم من نقاط التفتيش مرت عليها؟؟ لم تعد تتذكر فقد توقفت عن العد عند الرقم عشرة ...أسئلة ..أوراق ...تصاريح ..حتى جواز سفرها الأوروبى أصبح جريمة قد تودى بإختطافها لو صادفوا أحد قطاع الطرق المنتشرين تحت أسماء منظمات بوليسبة إرهابية الدين برئ حتى من إسمها .....هربت من الحاضر المرير اللذى لا يحمل سوى الأسي ...إلى ماضى رائع ...بكل ما فية ...إنها الليلة التى تعرفت بها على أحمد ...مراسل صحفي لإحدى القنوات الفضائية و كما كان يحلو لة أن يصف نفسة قط بسبع ترواح ....و فى لحظات أخرى كان يقول لها : أنا يا فريدة سبع صنايع و البخت ضايع ....قابلته فى منزل ناديا زميلتها الصحفية العراقية .....عرفتها علية كصديق للعائلة ..كردي ...فوجئت عندما تحدث أمامها بلهجتها ...و قال أنة قادر على التحدث بلغات و لهجات مختلفة ..نظرت إلية بتعالى و قالت ...زى إية مثلآ؟؟؟فقال ...طبعآ أولآ كردى ..و تركى و فارسي و إنجليزى و إسبانى ..و ممكن أكلمك عراقى و كويتى و مصرى و فلسطينى و لبنانى ....فقالت ..واضح إنك كنت مقضيها قدام التلفزيون .....و مرت الأيام ...و عرفتة جيدآ .. و لامت نفسها ...فأى تلفزيون ممكن أن يراة فى حصارين داخلى و خارجى ...و أى قنوات تلك ممكن أن يبثها تلفزيون للمجاهدين (بشمرغا) كما يطلق عليهم باللهجة الكردية ....لم تكن تعلم الكثير عن حياة الأكراد ...و حتى ناديا العراقية لم تكن تعلم أكثر منها ...و فى الأوقات التى كان أحمد يشرح تلك المعاناة الفظيعة التى تعرض لها شعب بأكملة لمجرد أنة ولد من أب و أم أكراد ....كانت تصاب بصدمة ..فكيف عمى العالم و صم عن بشر يقتلون بدون ذنب ...و أى حصار فرض على هؤلاء البشر و حولهم إلى أناس تعيش فى عزلة كعزلة أهل الكهف ....و كان أحمد يضحك من إندهاشها و يسخر من عزلتة و يعلًم نفسة كل شئ ...حتى أنة فى فترة زمنية قصيرة كان على دراية بأمور لا تعلم عنها هى المتقدمة شئ ....تذكر كل المرات التى سارت بها إلى جوارة ...و كم عشقتة و تمنت أن يقول أحبك ...إبتسمت رغمآ عنها .... و هى تتذكر المرة الأولى التى قال لها فيها ...أحبك ...فردت ...أحبك ..و أحب الأكراد جميعآ ...حملها كطفل صغير و أخذ يركض فرحآ فى ليل مدريد الخريفى الدافئ ....كانت أقسي لحظات عمرها هى تلك اللحظة التى ودعته فيها فى المطار....كان ذاهب فى مهمة صحفية خاصة ...و عندما أوصلته إلى قاعة المغادرة ...قبلها على جبينها و قال ...عدينى إن لم أعد أن تزورى السليمانية .. و أن تذهبى إلى ئه منه سوره كه ...أريدك أن تعرفى أكثر و ترى بعينك ...ثم تذهبى إلى كل الأماكن الجميلة إلى الطبيعة الرائعة ..و إلى المقاهى و المطاعم ...أريدك أن تذوبي وسط الناس ...وأن تزورى أربيل... أن تزورى كردستان أجمل بقاع الكون و حبيبتى التى أحملها فى قلبي أينما ذهبت و عندما يهبط الليل إنظرى إلى القمر ...و لتعلمى أنى هناك أراكى و أرعاكى و أنتظرك بكل الحب ....غضبت منه و أنَبته على تلك الكلمات القاسية فالمهمة لم تكن سوى بضعة أيام ..و لكنه لم يعود ..و كانت السيارة المفخخة فى حى الإعلام بين مركز الشرطة و محطة لبيع إسطوانات الغاز هى النهاية و هى الأسرع ...19-7-2004 تاريخ لن تمحوة ذاكرتها أبدآ ....لم يعد أحمد ...و بقيت تحمل بين طياتها وعد ...سألت السائق العربي ...فقال أنهم على مشارف السليمانية ..شمال العراق ...خفق قلبها فهى على موعد ...موعد مع حبيب لن يحضر ..ترقرت الدموع فى عينيها ..و مسحتها بسرعة فهى قوية ..أو أوهمت نفسها بذلك منذ رحيلة ....وقفت السيارة أمام مبنى مديرية الأمن العام فى السليمانية ..أو كما يطلق عليها بالكردى (ئه منه سوره كه ) و هو متحف مكون من خمس طوابق ...مليئ بالصور و التذكرات التى تثبت عمى العالم عن شعب تعرض لكل أنواع التعذيب ....مشاهد لضحايا أكراد ..صور لمأساة حلبجة التى راح ضحيتها خمسة آلاف كردى و عشرة ألاف من الجرحى و خلفت مدينة مغطاة بسم كيماوي أبيض قتل فيها كل مظهر من مظاهر الحياة و حملة الإبادة المعروفة بالأنفال و التى راح ضحيتها 185 ألف كردى فى حملة تصفية دامت لمدة ستة أشهر لم يعرف البشرية أسواء منها ...واقع نضالي كردي ...زنازين ..أدوات تعذيب ...صور لمعدومين ..ألم لا يتحملة بشر ...واجهت صعوبة بالغة فى التنفس ..و عندما خرجت ...جلست على السلم ...و لم تتمالك نفسها ..حضنت وجهها و بكت ... بكت أحمد حبيبها ...بكت محمد حاج صالح و إسماعيل إبراهيم و أنور سعيد دارتائس ...بكت أمهات قلوبها إحترقت ..بكت شيوخ و أطفال ...بكيت شباب لم يري المستقبل ...و رجال لم يحضنوا أطفالهم ....بكت على ألف أحمد ...و مرت سيدة كردية إحتضنتها دون أن تسألها من تكون ..اليوم عرفت لماذا أراد أحمد أن تبدأ زيارتها من هنا ..اليوم تلقت فية واجب العزاء ...مسحت الدموع .. و خرجت لتمشي فى المدينة ...مرت بجوار أحد المقاهى ..فداعبت أنفها رائحة ذكية و طعام ساخن ..تذكرت أنها لم تأكل منذ 48 ساعة ...أكلت و شعرت بألفة المكان فالطعام لة ذوق خاص ..أم أنة الجوع ؟؟؟ لم تعد تميز ...ذهبت إلى إحدى الفنادق حيث إغتسلت و نامت بعمق ..و كأنها فى رعاية أحمد كما قال ..فهى لم تنام منذ ذلك اليوم ..إنة الصباح ..إستيقظت باكرآ ...و بدأت تزور كل ما هو جميل و رائع ..الشوارع ..الأماكن ..الناس ..و فى الأيام التالية إستقلت سيارة و ذهبت إلى أربيل ..زارت قلعة أربيل ..و الأماكن الأثرية .. ووقعت فى غرام الطبيعة على الجبل ...عيون المياة ..رائحة الشجر ..البرودة رغم إرتفاع درجات الحرارة ...و أكثر ما أغرمت بة ...الناس ...بشاشتهم ...طيبتهم ..أصواتهم العالية المليئة بالحياة ..و كأن أكراد الأرض جميعآ هم عائلة واحدة كبيرة ...الطعام الرائع ...الدولمة ..فقد أصبحت من مدمنيها و ذاد وزنها بضعة كيلوات بسببها ..و لكن لم تعبئ..مرت الأيام العشر فى حلم طويل رائع ...لم تشعر بالوحدة ..رغم وحدتها منذ وفاتة ..............إنها ليلتها الأخيرة ... غدآ ستبدأ رحلة العودة إلى غربتها من جديد ...ذهبت إلى أحد المطاعم لتتناول طعام العشاء ..و رغم وحدتها الفعلية ..فلا أحد يعيش وحيد هنا ..لم تأكل كعادتها و سألها صاحب المطعم اللذى إعتاد رؤيتها إن كانت مريضة ؟؟؟فأجابت بالنفى ..لكنة لم يقتنع و جلس ..سألها عن قصتها ...و عندما حدثته عن تلك المهمة الخاصة ...نظر إليها بحنان ..و قال إن المغزى اللذى أراد أحمد ان يوصله لك يا إبنتى برحلتك تلك ..أننا الأكراد نعرف فن الحياة ..فرغم حزنك و بكائك ..خرجت من المتحف لتأكلى كما لم تأكلى من سنوات ..رأيت الجمال و إستمتعت به... رغم حزنك ..بقى قلبك ينبض بالحياة ...و ها أنت تستمتعين بالموسيقي التى تعزف حتى إن لم تفهمى منها كلمة واحدة ..قد يعتقد البعض أن نظرية البقاء غريزية و لكن فن الحياة له أدوات نتقنها نحن الأكراد .....إبنتى فريدة ...لو أردت أن تعيشي ...فلتبقى هنا معنا و لا ترحلى ...أثرت فًيها كلماتة و لكنىها لم تأخذه على محمل الجد ..و عندما خرجت إلى الشارع لتعود إلى الفندق و تلملم حقيبة العودة ..أو حقيبة غربتيها و وحدتىها ..خرج مسرعآ من المطعم خلفىها و سألها كيف ستذهبى ..فأجابت سأسير على قدمي ..و رغم كبر سنة أصر أن يسير معىها لأن لا يتركىها وحيدة ..و عندما وصلت إلى مدخل الفندق سألها ..غدآ صباحآ ستأتى السيارة ؟ فأجبت ..نعم ...فقال ..إحضرى حقيبتك يا إبنتى و لتنامى عندنا أنا و الحجية و أختك هانا فى المنزل ..فلن أترك هكذا فى أخر ليلة لكى هنا ...ترددت قليلآ و لكن أحزانها كانت أقوى من مقاومتها ...خرجت بصحبتة إلى منزلة ...و وجدت زوجتة الرائعة و إبنتة ...خففوا عنها ..و لكنها لم تستطيع ان تنام فخرجت لتجلس هى و هانا فى الحديقة يحملان أكواب الشاى الدافئة كقلب تلك العائلة ...و عندما جلستا صامتتين على الأرجوحة ..نظرت إلى القمر ...إنه كوجة أحمد ..يحتضننى بقوة و يربت على يدي ..فقد صدق وعده ووفى به ..فهل حقآ وفيت أنا بعهدى له ؟؟؟..كانت تلك كلماتها إلى نفسها ..عندها شعرت بلحظة من السكينة مع نفسها ...شعرت بأنها رغم حزنها ..ستكون على ما يرام لو بقيت هنا ...فى المكان اللذى أحبته و أحبها ..هنا حيث القمر هو وجة حبيبها ....عندها و دون تردد...حملت الهاتف النقال ..تكلمت مع السائق و قالت ...عم على ...لا تيجى بكرة ماأكو سفر ما دا أسافر ....................

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

قهوة عم عربي


قهوة عم عربى.........
كل ما فى القهوة عربى .... رائحة البن .... طقطقة معالق الشاى ... المقاعد الخشبية .... الطاولات النحاسية ...
حزنى صبى القهوة بصوتة الجهورى ... أجل لا تستغربو فكل من دخل المكان فوجىء بإسم ذاك الفتى اليتيم كان يسأل عم عربى العابس دائمآ...." يا عم عربى ألم تجد صبى بإسم أفضل ليعمل هنا "...
ينفرج فم عم عربى الذى يكاد يخلو من الأسنان ليرد" أحسن ما فى حزنى إسمه المناسب لكل شىء يدور حولنا"......
فلا تلبث أن تتغير ملامح السائل بإمتعا ض يخفى خلفة كثير من الخوف و يغير الموضوع فورآ...
دعونا أكمل زيارتى السياحية معكم فى قهوة عم عربى للتعرف أكثر على معالمها الأثرية....
الجدران فقدت ألوانها الأصلية منذ زمن طويل جدآ .... فلناظر بإمعان يشعر أنها سماء ملبدة بلغيوم ...
أزرق مختلط بالرمادى يشوبة بعض الأسود المخضر....و بإمعان فى الإهمال ترى بعض الصور الفوتغرافية الباهتة....لكوكب الشرق أم كلثوم و العندليب عبد الحليم حافظ .....و صورة لا يعرف أحد لمن هى و من وضعها هنا حتى عم عربى إذا سألته يكتفى برفع حاجبة و لا يجيب...صورة لفتى أسمر بهى الطلعة على ظهر حصان أبيض فى عينية قوة ينظر إلى السماء بشموخ و فخر... و قد تكون تلك الصورة هى أجمل ما فى المكان....
و يقبع فى ركنة المعتاد صندوق "الغلة" كما يحلو لعم عربى أن يسمية....
رواد المقهى تغيروا بفعل الزمن و تغير الطقس و عوامل التعرية من شيخوخة و وفاة و غيرها.....
لم يبقى منهم أحدٌ يذكر سوى صديقان أو ندان أو ديكان كما يناديهم الجميع.....
عم فكرى و عم منسي....
عم فكرى رجل أرمل عجوز ناهز السبعين فى عينية لمعة و على شفتية الرقيقة إبتسامة صافية هادئة ....
ضعيف البنيان .... هادىء القسمات فى نبرة صوتة ثقة ...قارىء نهم حتى مع تقدم السن و إذدياد سماكة النظارة على عينية ...كان يعمل موظف فى دار الكتب إلى أن لحق بركب المعاش و أصبح من الرواد اليومين للمقاهى..
عم منسى لم يسبق له الزواج...فى الستين من العمر...قصير القامة بإمتلأ فى منطقة المعدة ...فى الدقيقة الواحدة تتذبذب ملامحة من البشاشة إلى العبوس و من الضحك الذى يبعث على العدوى فيزلزل المكان إلى الصراخ الذى يرج أركان القهوة و يدعو أصدقاءة إلى محاولة تهدئتة بشتى الطرق حتى لا يصاب بإرتفاع ضغط الدم الذى يشكو منة منذ فترة ..... و قد يودى بحياتة...... فيسرع حزنى دون أن يطلب منة أحد و بحكم العادة لإحضار كأس الليمون..وفى ثوانى معدودة كما صخب كل شىء فى القهوة يعود كل شىء إلى الهدوء..
إعتاد عم فكرى و عم منسى اللقاء فى القهوة كل يوم من بعد آذان العصر حتى موعد آذان العشاء لم يتخلفوا فى يوم عن الجلوس على الطاولة المقابلة لصندوق عم عربى و البدء فى الحديث الذى قد يستغرق ساعات دون أن ينطق عم عربى بكلمة أو يصاب بداء الكلام و لا يستطيع أن يتم عم فكرى جملة واحدة مفيدة...
كانت تلك الساعات هى المتعة الوحيدة فى حياة عم منسى ...فكان يردد لنفسة و هو يرتدى ملابسة العصر و يحكم ربطة العنق التى إعتادعلى إرتدائها منذ كان يمارس مهنتة كمدرس أول لمادة التاريخ....أن حوار فكرى معة هو الذى كان و مازال يشعره بأنة على قيد الحياة و يتسأل بإضطراب ..ماذا لو لم يأتى فكرى اليوم ماذا لو ؟؟؟؟؟ .... أستغفر الله العظيم .... عندها سأصبح حقآ إسم على مسمى لن يتزكرنى أحد .... و يسرع بإرتداء ملابسة لينزل إلى القهوة و يجد فكرى فى إنتظارة يلومة على التأخير فيتنفس الصعداء و يلقى بجسدة الممتلىء على المقعد براحة صائحآ "القهوة يا حزنى".....و يبدأ عم منسى بالكلام ....
ينظر إلية عم فكرى بثبات لدقائق معدودة لكن دون قصد منة يضع يدة على جبينة عندها يتأكد منسى أن فكرى بدأ بالتفكير...و أنه بالكاد يرى شفاة منسى تفتح و تغلق دون أن يسمع كلمة واحدة ... فى البداية كان ذلك يجعلة يستشيط غضبآ و لكن إعتاد علية و أصبح يكمل كلامة عادى فلا يدرى متى يعود فكرى و ينضم للحوار فى أى لحظة.....كان عم عربى يتسأل كيف يتحمل أحدهما الأخر.... فكرى كان متفائل أكثر من الحد الطبيعى للتفائل ...و منسى كان يكن ولاء منقطع النظير للتشائم ....فكيف يلتقى الأضاد...لكن فى قهوة عم عربى كل غريب طبيعى و كل ممنوع مستباح و كل أمر مذهل قد لا يسترعى الأنتباة...
فحدث ذات يوم أن دخل غريب إلى المكان تشاجر مع حزنى دون سبب و حطم المقاعد فلم يتحرك أحد بما فى ذلك عم عربى نفسة .... و ذات مساء هجم بشبيشى الفتوة على القهوة و أوسع حزنى المسكين من الضرب حتى كسر أنفة دون سبب سوى إرهاب الحارة و فرض القوة و لم يدافع أحد من رواد المكان و المنتفعين بخدمات حزنى عنة .... و أكتفى عم عربى بأن إتصل بالشرطة التى شجبت الموقف و لم تحضر و بالأسعاف التى إستنكرت الإعتداء و إعتذرت لتزامن الحادث و يوم شم النسيم ......
و عندما علم عم فكرى بالحادث إكتفى بالتفكير ...أما عم منسى فقد صرخ فى وجهة حزنى الضحية قائلآ له" يا إبنى إبعدعن الشر و غنيلوة... أكيد إنت السبب".....
و ما لبث الحوار أن إحتد عن الوضع القائم فى القهوة بين فكرى و منسى ....فكرى يحلم بالتغير و يطالب عم عربى بالقيام ببعض التعديلات ...كتعين حرس لحماية القهوة من طغيان بشبيشى و صبية سرسء...و محاولة إقناع زبائن القهوة عدم إدخال الغرباء إلى المكان و المحافظة على النظافة و التحضرفى الحوار بشكل أو بأخر.....
أما عم منسى فكان يقفز من الغضب مثل الديك الرومى .... مصِِرآ أن أفكار فكرى ستودى بحياة عم عربى و حزنى و كل رواد المكان بما فيهم هو شخصيآ.....فما أجمل التظاهر بأن أى شىء لم يتغير و أن الحياة تسير على طبيعتها إلى أن تعود إلى وتيرتها المعهودة دون الحاجة إلى إستشاطة غضب بشبيشى و إستفزازة بأى تغير ملحوظ.... كان فكرى يحاول أن يوضح لمنسى بأن بشبيشى غاضب مسبقآ بدون أدنى تصرف عندما فوجىء الأثنان بصوت شخير ينم عن نوم مستغرق قادم من زاوية عم عربى .....لاذوا بصمت مطبق و ألقى كل منهم بجسدة المنهك على مقعدة بتثاقل.....متسائلآ فى قرارة نفسة لما نفكر لمن لا يريد أن يتحرك...لمن لا يريد أن يقلق على رزقة و رزق أولادة فعم عربى فى كوكب آخر منذ سنين طويلة...... و قرر الآثنان أن لا يتكلما فى الموضوع و أن يقتسموا اللامبالاة مع عم عربى......
فقرر منسى أن ينسى .......... و لم يستطيع فكرى أن يكف عن التفكير....... و بقى عم عربى مستغرق فى سبات شتوى و صيفى و خريفى و ربيعى......... و حزنى و القهوة ........ ريشة فى مهب الرياح التى يتحكم بها بشبيشى الجاهل و معاونة سرسىء الشرير....تلك هى حدوتة كل عم عربى و كل القهاوى........

الثلاثاء، 19 مايو 2009

غجرية


غجرية .........
رغمآ عنها ..سمعت صوت طقطقة حذائها الأسود ...
كانت تحاول أن تخطو على أطراف أصابعها ...لأن لا تثير فى المكان ضجة ملفتة ..فأنا مقربة منها و أعلم كم هى خجولة رغم إحترافها ...تتورد وجنتيها عند أول كلمة غزل أو حتى مجرد إطراء عابر على أدائها الرائع .....
رفعت ردائها الخلاب ....كم أعشق هذا الفستان تحديدآ ...بلونة الأبيض و زهورة الحمراء التى تصرخ معلنة قدوم الربيع ...عندما ترتدية تغدو كفراشة ..يزين شعرها الأسود الطويل الذى تلمة على شكل كعكة كبيرة مشط عاجى أسود كبير...
يتدلى عقد أحمر من الخرز على عنقها الأبيض و تلف حول كتفيها شال أبيض مطرز بزهور حمراء صغيرة..صنعتها لها جدتى ..و صنعت لى واحدآ مشابهآ أحمر اللون أرتدية فى مناسباتى الخاصة و التى أصبحت نادرة هذة الأيام ...
غمزت لى بعينها ..فإبتسمت ...عرفت أنها تقصد تلك الطاولة الصغيرة فى الزاوية ..و التى يجلس عليها ضيفنا المعتاد حاضنآ بين يدية نفس فنجان القهوة ناظرآ من الزجاج فى إنتظار اللحظة المناسبة ..لقد إعتدنا علية جميعآ حتى غدا لوحة زيتية فى المكان ...
كل ليلة ..فى نفس المكان و نفس الزمان ..
عندما تعتلى المسرح الخشبي بجسدها الرشيق و تبدأ بأدأ رقصتها الغجرية ..تلمع عيناة بحب ..بشغف ..كل ليلة..و كأنها يراها ترقص لأول مرة فى حياتة...
حاولت فى أوقات عدة أن أقنعها بالحديث معة ..أن أتلاعب على أوتار الشفقة على تلك الوردة الحمراء التى يهديها إياها كل ليلة ..
تضحك على إستحياء و تخفى أسنانها البيضاء الناصعة بأناملها الرقيقة........
اليوم ........على غير العادة كانت رموشها السوداء ترتعش ...إبتسمت إليها بثقة مشجعة ...قهقهت ضاحكة دون أن تخفى وجهها و لم أتمالك أنا نفسي أيضآ ...
بدأت ترقص بإبتسامة صافية....و نظرة حالمة ...ما لبثت أن أصبحت خطواتها على الأرض حادة جريئة ...بدأت تتمايل على أنغام صوتى الشجى و قيثارتى القديمة ...
إقتربت من طاولتة...و بدأت تدور بحركات ساحرة...
نظر إليها و أنا أكاد أسمع صوت دقات قلبة أعلى من قيثارتى....
إمتلأت عيناة بالدموع عندما لمح الوردة الحمراء فى شعرها...تعانق المشط الأسود العاجى...غمزت لة بخفة فإنهمرت دمعة على إبتسامتة المحلقة على شفتيه......
إنتهينا...عانقتها...تركتها و خرجت إلى الشرفة...
أنظر إلى السماء المزينة بالنجوم و أتذكرك...فهل حقآ نسيتك ..؟؟
أم أنى أصطنع النسيان؟؟؟ أين أنت الأن؟؟؟
لم تقل أن سفرك سيطول....
إلتفت إلى الحاجز الزجاجى و رأيتها تجلس معة على الطاولة تحتسي كوب العصير و تضحك بمرح..شعرت بالسعادة لأجلها و تمنيت أن يخفق قلبها بحب كحبي..يغير مسار الأيام ...
خانتنى دمعة ...حاولت ان أرفع يدي لأمسحها..فأنا أكرة أن يرى دموعى أحدآ غيرك...
لكنى شعرت بيد دافئة تمتد من خلفى ...دق قلبي بعنف فأنا أحفظ تلك اليد عن ظهر قلب...إستدرت ببطئ و أنا أتنهد مغلقة عيناي بأمل ..
فتحت عيناي و وجدتك أمامى ...
شعرك طويل ..ملابسك مغبرة و تفوح منك رائحة السفر..
إنهمرت دموعى الحبيسة منذ أشهر..فتلقفتها فى كفيك....
عندما إستكنت بين طيات قلبي العائد و روحى الهائمة و التى زارت صدرى أخيرآ..
قبلتنى على جبينى ...و قلت.........إشتقت إليكي

الاثنين، 11 مايو 2009

ذكرانا


ناولتنى الرسالة و قد إحمرت وجنتيها بخجل ...
قالت ...إقرائيها قبل أن أرسلها لة و قولى لى رأيك بكل صراحة ...
هززت رأسي ...و أمسكت بظرف متوسط الحجم ...أبيض اللون علية قلوب حمراء مطبوعة برقة متناهية ...أخرجت ورقة مسطرة و مكتوبة بخط رقيق يزين حواشيها نفس القلوب التى على الغلاف (قلت فى نفسي بداية موفقة فلقد إختارت الأوراق بعناية) و إليكم أنقل نص الرسالة ....................
............................................................................................
سيدى العزيز...و حبيبي الغالى...صديقى المفضل ..و أستاذى فى مدرسة العشق...
لم أفكر طويلآ ...رغم أنى أرهقت من كثرة التفكير ....
اليوم ...تمر ذكرانا كحبيبين ...ذكرى كلمة أحبك دخلت قلبين دون سابق إنذار...
اليوم ...فكرت ...و أخذ منى التفكير وقتآ طويلآ ...
فهل أرسل لك هدية ..أم أبعث لك باقة من الزهور ....؟؟؟
فوجدتنى أقف عائق أمام أفكارى ..فأى هدية ستعتبر سخيفة أمام هديتك ..حبك و حنانك و إهتمامك بي ..
و أى زهور تلك تصف شوقى للقائك ..أأرسل إليك باقة من الريحان لتخبرك عن شذى شوقى ؟؟؟ أم أرسل إليك باقة من النرجس فى جمال إبتسامتك ؟؟؟ أم أرسل إليك باقة من الياسمين الدمشقى على قدر رقتك و أصالتك ؟؟أو أختار شقائق النعمان الحزينة رغم روعتها ؟؟
وقفت حائرة ..إلا أن يداي لامست زهرة عباد شمس ذهبية مشرقة كشمسك على حياتى ...
لا أخفيك سرآ ...فقد وجدت أن كل أزهار العالم تقف حائرة ..خائرة القوى ..أمام عشقى و إحترامى لك يا سيدي...
لم أجد وسيلة ..و وقفت فى مكانى لا أنوى على شئ ...
إلى أن قررت أن أكتب لك كلمات متواضعة ..أحملها عبء توصيل حبى ..عشقى و إمتنانى ..أن ألقى على عاتق تلك الكلمات بثقل فررت أنا منه ...
أرى إبتسامتك الأن و أنت تقرأ كلماتى و تتخيل الأحرف محملة بأطنان من الأكياس و الهدايا لتوصيلها إليك ...فلتعزف الموسيقى إذانآ بحضور فخامتك و لتبدأ الأحرف بمراسيم الإحتفال و بتقديم الهدايا ....
أول المتقدمين ...حرف الألف ...ينزل من على ظهرة كيس كبير يفتحة فيخرج منة مئات من السنونو ...تحلق بحب ...لأجل قلبك الرقيق ...
فكم من المرات جعلت قلبي يحلق مثل تلك الطيور و إخترت حرف الألف لأنة أول حروف الأبجدية و أنت يا حبيبي أول و أخر أحبتى ..أول من خفق القلب بحبة فأنا لا أذكر قبلك شئ ..و بعدك ..لا يوجد قلب و لا حب و لا ذاكرة ....
يتقدم حرف الحاء على إستحياء ...يفتح تحت قدميك صندوق كبير ...مزين بالشرايط الملونة ...فيخرج قلب....إنة قلبى أنا أقدمة لك بتواضع و على إستحياء ...كم وددت أن يكون لى مئات القلوب لتحبك ....
يأتى حرف الباء بمرح ...يقدم لك هدية ترفيهية ...يرقص ...يغنى ...و يدخل السرور على قلبك الملكي ...فكم أهديتنى إبتسامات و ضحكات بخفة ظلك و برائتك ....فهل يكفينى قرون لأدخل الراحة و السكينة على حياتك ..لا يا حبيبي ..لا يكفي ..
يدخل حرف الكاف ...طويل ..نحيل ...جذاب ...ممشوق القامة ...يحمل شجرة ميلاد مزينة بأنوار لا حصر لها ...جميلة ...خلابة ....يضعها أمامك و يصلها بقلبي ...فتضئ الدنيا بألوان رائعة و تعزف الموسيقى فرحآ ....حبيبي قلبي كتلك الشجرة ..كل مرة تقول فيها .........................أحبك ...يضاء تلقائيآ لينير حياتى و ينير الكون من حولى ...
تصطف الأحراف خجلة فى حضرتك ...لتقول كلمة واحدة أخيرة ..أرسلها لك دائمآ و أبدآ حتى آخر العمر ...............حبيبي...........أحبك ...
...........................................................................................
تلك هى الرسالة ...و منى أنا .............لا تعليق

الأربعاء، 29 أبريل 2009

غرفة العمليات

ضوء أبيض ساطع ..
حالة من النشوة ..نشوة عدم الإحساس بلألم ..
أو نشوة عدم الإحساس بشئ على الإطلاق ..
خدر خفيف يسير فى العروق ...
و برودة مؤلمة ..و لكنها سعيدة ..تبعث على الراحة ..
أشعر بفراغ فى صدرى ..
صور الأحبة فى كل مكان ..فى بالي ..
فى عقلي ..و على الجدران ...
أتمتم بكلمات ..
أفهم بعضها و البعض الأخر ..لا
و لكنى أكيدة أنى قلت كلمة واحدة .....يا رب ..
وجوة غريبة ..لا أعرفها ..و أناس لم أرهم فى حياتى ..
وجوة غريبة تغدو قريبة ..
أسمع صوت تنفسي ..يختلط بأصوات الألات ..
لم تكن أنفاسي فى يومآ ما منتظمة إلى هذا الحد ...
شعور يبعث على الراحة لا تنغصة سوى البرودة المفرطة ..
راحة مشوبة بالخوف ..بالرهبة من الألم ...من المجهول
رائحة نفاذة تضايقنى بهدوء و سكينة ...لا أفعل سئ لأمنع نفسي عن إستنشاقها ..
لا أدرى إن كنت نائم ..أم أنى أحلم ..
أم أنه إحساس باليقظة الغريبة ..
أدعو ..أتمتم ..أحلم ..و أنام رغمآ عنى

الاثنين، 13 أبريل 2009

عبودية

نظرت إلية ..نظرة ملؤها الحزن و الأسى ...كان يتكلم كعادتة و على طريقتة التى لم تلحظ قبحها سوي تلك اللحظة ..بأنانيته المفرطة إلى حد الغثيان ..قامت من أمامة بحركة مسرحية ..بطيئة و كأن شريط الذكريات و السنوات يغدو أشواكآ تطئها لتدمى بها قدمها لأخر مرة ...لم تعد تقوى على إحتمالة ..مجرد تلك النبرة الصوتية الجافة و القاسية ..الخالية من أى مشاعر ..لم تعد تبعث فيها أى نوع من الإحساس لا بلإيجاب و لا بالسلب ...و كأنه لم يوجد يومآ من الأيام ..و كأنها لم تسطر بدمها أجمل قصة و لم تغزل أرق حلم ...سارت و هى تفكر فى شئ وحيد كيف عميت عنك طوال تلك المدة ..ساذجة أنا لأمسك التراب بين كفيي و أخاله ذهب لسنين و أيام ...إبتسمت على طيبتها و برائة تفكيرها ..و لم تسمع ندائته ..أو لم ينادى عليها من الأصل ..إكتفى بمحاولة خائبة ...حرك الكرسي بقدمة ..ليبنج ضميرة كما إعتاد أن يفعل ..و يقنع نفسة أنة لم يكن ليضيع السنين ..ناسكآ متعبدآ فى محراب حبها ...لم يعلم أنة بكلمة واحدة من القلب ..لكانت بقيت راهبة لقرون فى حبة ...باقية على عهد قطعته هى و لم يقطعوة هو على نفسة و توهمت هى العكس ...سارت فى الشارع الطويل ..أطلقت رئتيها لتحلق بهواء نقى لم يتسمم على يدة ..دخلت أول مقهى ..طلبت كوبآ من الشوكولاتة الساخنة ..ووقفت تتذوقها بفرحة طفلة ..سعيدة بنفسها ..لأنها تحررت من قيدة و لم تنظر إلى الخلف

إعتراف

دخلت إلى مكتبى كعادتها مسرعة ...إبتسمت و أنا أقول :صباح الخير ..فلقد إعتدت تذبذبها آلامها ..توترها كل ما فيها ..أصبحت أشعر بالمتعة و أنا أنظر إليها فهى فى نظرى مسلسل رائع متنقل لا يمكن لك أن تتكهن بأحداثة الغريبة ..أغلقت باب المكتب بحذر ..جلست على الأريكة ..و خلعت حذائها ..لاحقتنى بجملة عندما رأت الدهشة على وجهى ..قالت و قد توردت وجنتيها:لكى أسترسل بالفضفضة يجب أن أتخلص من قيد حذائى...لم أملك نفسى و قهقهت ضاحكة ..أسكتتنى بإشارة من يدها ..قالت : لا أريد أن أخبرك سوى بحالتى أمس ..وضعت رأسي على الوسادة و شعرت رغم صعوبة و فداحة و ثقل يومي اللذى أنت أدرى منى بتفاصيلة ...أني قادرة على الحلم ..و أن زغب الأمل يتطاير حول رأسي..شعرت أن قلبي يخفق ..قلبي اللذى مات و دفنتة و كنت معى فى حفل تأبينة ..رسمت على شفتي إبتسامة ..حضنت وسادتي و دبى الصغير ..أن الفراغ الأجوف المؤلم فى صدرى لم يعد فراغ ..و أن أحزانى إستحالت فراشات وردية ..بنفسجية ..و صفراء ..تدول حول رأسي الصغير الملقى على الوسادة ..شعرت أن النور الصادر من شمعتى البعيدة فى الزاوية يتراقص على جدار الغرفة الأبيض ..رقصة غجرية مجنونة لا يعبأ بشئ أو لشئ ..شعرت ..و لا تقولى عنى مجنونة(و رمقتنى بنظرة نارية) ..أن أحد ما ...يهمس فى أذنى و أنى أسمع أنغام كلمة أحبك ...و سأبقى معكى دومآ ..و أنة حقيقة أكاد أتلمسة ...هل أصبحت مجنونة؟؟؟ و هل تلك هى تخاريف و هلوسات آلامى ؟؟؟ لم أرد ..و إكتفيت بإبتسامة ...فلا أحد يعرف الحقيقة ..سواها

الأحد، 12 أبريل 2009

إفهموني

أكتب كلماتى تلك و لا أريد إحساس بالشفقة من أحد ..و لكنى فى حاجة ماسة للفضفضة ..للكلام ..و كلامى كتابة ..و كتابتى قد تصل أو لا تصل ..لم أحلم بحلم يوازى حبى للكتابة ..و لم أعشق شئ كعشقى بأن تصل كلماتى لكل الناس ..ليس طمعآ منى فى الشهرة أو المعرفة ..لكنى أعلم ما هى الوحدة ..و كيف يمكنك أن تصادق كتاب ..أعلم تمامآ قوة الكلمات.. و كيف لها ان تربت على كتفك ..أن تحتضنك فى ساعات ...و فى أيام أخرى تأخذك إلى بلدان و أحداث..تطير بيك خارج قضبان الزمن و المكان ..أعلم كيف يمكنك أن ترى نفسك فى كاتب و تتطابق تجربتة مع تجربتك فيصبح قريب و صديق حتى دون أن تراة أو يعلم بوجودك ...كيف يمكن لكلمات أن تمد يدها و تدغدغك و انت حزين فتضحك من القلب و كأن ألمك زال و إختفى .........................لم أحلم سوى أن أصبح جزء من هذا الحلم ..أصغر جزء ..أن تكون كلماتى فى ورقة مدسوسة فى كراسة طفل يشعر بالوحدة فأغدو صديقة المفضل ...ضننت أن الحلم قد غدا قريب ..و دقت أجراس التفاؤل فى صدرى ..لكنى عدت أتكسر كألأمواج على صخرة من صوان لم ترحم شفافية و بساطة حلمى ...تكسر الأمل ..لكن الحلم باقى ..و لو كان لى من إسمى نصيب كما يقال ...فسأبقى شامخة واقفة ..أحاول و أحاول حتى يمل الحظ السئ منى ...و أكسر قضبان الحياة المحبطة ..و أحقق كل أحلامى دفعة واحدة ....................................الإمضاء ..حالمة مناضلة

السبت، 11 أبريل 2009

عباد الشمس

جلسة أصدقاء ...ضحكات من القلب ...براءة الطفولة ...حركات صبيانية نرش بعض بالماء ...جو رائع ...طعام بسيط ...و قرص الشمس الدافىء يميل للمغيب ..زميلى الغالي و صديقى الأقرب ..رأيته ينظر إلى زهرة عباد الشمس و فى عينية لمعة غريبة ..نكلمة فيرد كأنه أتى من مكان بعيد ..قمت بهدوء لأن لا أخدش لحظات صمتة بوقع أقدامى ..جلست إلى جنبة و داعبتة كعادتى دون كلمات ..كأنى طفلة شقية أتعمد إثارتة للخروج من شرنقته ..نظر إلى عيني بإمتنان كأنه يشكرنى لعبثى بأفكارة ..تكلم دون أن أسأل ..قال ...فى يوم من الأيام عندما كنت طفلآ لم يعلم من الطفولة شئ سوى إسمها ..كانت تربطنى علاقة وطيدة بتلك الزهرة ..دفعتنى ظروف الحياة التى لا تفرق بين من يستحق و من لا يستحق أن أعمل على بيع تلك الزهرة لأحاول أن أجمع المال لنفسي و غيري حتى نعيش حياة كريمة ..بدأ يسرد علي حكاياته مع الصيف ..و أنا أغيب وسط كلماتة أنظر إلية ..أفكر كم هو جميل و رقيق ..أن يتحدث عن تلك الأيام بحب ..و ضحكة تجلجل ...أعجيت بشجاعته ...و إستسخفت آلامى ...شعرت بفخر لأنة صديقي ..و عندما سكت مددت يدي و تأبطت ذراعة ...فكرت كم محظوظة أنا و صغيرة ..لم أجد كلمات أقولها و بقيت صامتة فترة طويلة ..ثم قلت .................... أطبع على خدك قبلة ..و تجلب لى زهرة عباد الشمس هدية ....ضحكنا و ضحكنا و كل الأصدقاء يضحكون على ضحكاتنا...ضحكنا حتى دمعت عينانا و غسلت تلك الدموع بقايا ألم الماضى ..............

الخميس، 9 أبريل 2009

فلسطين يا غصن الزيتون على طريقة ستى أم نصر ..الحلقة الأولى

طلعت أركض على البيت بأقصى سرعة ...فتحت الباب و رميت الشنطة على الكنابية اللى راح لونها من كتر ما إتمرمطت زينا الفلسطنية ...أول ما بدت الطيارات تقصف غزة تركنا المدرسة ...إتأكدت إنوا تلاميذى روحوا ودعتهم زى كل يوم مهو بجوز ما يجى علينا بكرة ...الله أعلم ..طلعت أركض على الدار بعرف ستى سمعها ثقيل يمكن لو طيارة ف 16 مرئت من جنب إذنها تفكرها ناموسة و تهشها...ستى ...ستى ...حجة أم نصر ...ليش بترودش ...و لك كيف بدها ترد ما هى بتسمعش ...دخلت المطبخ أدور عليها ما لقيتها بس شميت ريحة الخبز السخن ...إلنا 6 شهور أنا و ستى من يوم ما حاصرونا بناكل رغيفين خبز و نغمسهم بنتفة زيت زيتون ..و على عشاء خمس زيتونات...بتذكر أول مرة ستى حطت الزيتونات الخمسة قدامى قلتلها: و الله عشنا و شفنا الفلسطينى صار يعد الزيتون الله يرحم كنا بناكلة و إحنا صغار مثل البزر ...يومها ردت علي و قالت :كلها نعمة الله ...سمىً و كلى ..دخلت أدور عليها بالصالة كمان ما لقيتها...دخلت غرفة النوم ...ما لقيت الشراشيف و اللحف ...يا ستى هلء وقت الغسيل ؟؟؟طلعت أركض على السطح ..إيش و كمان يا ام نصر واقفتيلهم على السطوح ...ناقص تقوليلى بتأشريلهم باى باى ...عمى نصر إستشهد و عمى فتح كمان و أبوي محمد ...أما عماتى ...رفح و جنين و عزة ...اللى رايحلها ولد و اللى رايحلها إثنين و اللى رايح جوزها ...الخلاصة الله و كيلكم الشهدة بعليتنا أكثر من خريجين الجامعة ...أخ منك يا إم نصر أنا قالبة الدنيا علكي و إنتى بتنشرلى الغسيل بمزاج تقولوش بتتمشى فى البيارة عم بتقطف عنب ..._ ستى ..ستى ..تعالى ننزل تحت .._ فحت .. وين الفحت ..؟_ ستى إسرائيل عم تضرب _ تفرم ..مين اللى عم بفرم و يكسر إيديهم إن شاء الله _إسرائيل ..إسرائيل يا ستى .._ عزرائيل اللى ياخدهم قولى إن شاء الله ليش بتقوليش ولة ؟؟_إن شاء الله ..بس تعالى معى ننزل الله يخليك بلاش يجي علينا صاروخ _ نافوخ ..و لك اللة يفتح نافوخهم ما يعود يتسكر ..ستى يا الله علكى يا أم نصر _ هلئ بيدخلوا علينا بالدبابات .._ دبانات .. دبانة اللى تقرصهم فى عينهم ما يوعوا يشوفوا.._ أم نصر الله يرضالى عليكى تركزى ..هاتى الغسيلات و تعى معى بنشرلك إياهم تحت على البلكونة .._ جرذونة .. وينها تعى نموتها لا تأكل القمحات ..فقدت الأمل و قعدت أنشر معها الغسيل بلكى بنخلصوا و ننزل تحت و أرتاح ..و فجأة شوفنا صاروخ نزل على بيت جيرانا.. نطيت من الرعبة و من قوة الصوت ..إطلعت على ستى لاقيتها بتطلع على الصاروخ و على وجهها إبتسامة ..قربت منى و مسكت إيدى و قالت :غزة يا بنتى إنتى خايفة ؟؟ من شو يا ميمتى و على شو ؟؟ إحنا ما عناش غير رب العالمين ..و رب العلمين فوق بالسماء مش بالبيوت .. بقدروش يطلعولوا فوق بصواريخهم ..حتى لو موتونا إحنا اللى بنطلعلوا مش هما ..إبتسمت و حضنتها و قولتلها : أم نصر أنا جوعانة تعالى ننزل نتغدا أحسن الخبز ينحرق ...إطلعت علي بعصبية ... ينحرق ... ينحرقوا بجهنم البعدة ..ضحكت و قولتلها : صايرة تسمعى يا أم نصر على الصاروخ .. و الله شكلوا الصاروخ فادك

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

القطار

كنت و ما زلت منذ سنين طوال تعبت من عدها ...جالسة على رصيف المحطة ..أنتظر القطار .لا أدرى كم من السنين مرت و أنا على جلستى تلك أغزل الأحلام حلم تلو الأخر ..و يخفق قلبى مع سماع صافرة كل قطار مار ....أحلم ان تسقط فى يدى تذكرة حظ او سعادة واحدة ..أرقص لها نازعة عنى رداء الحياء ..و أقفز بخطوات طائرة إلى قطار الحياة ..قطار السعادة ..حيث لا مكان للدموع او الأحزان أو الألم ...لم اعد أذكر كم من الناس قابلت لكن اكيدة انهم كثر و انى لا أقوى على عدهم ..عرفوا قصتى و أصبحت مشهورة بفتاة المحطة ..منهم من اهدانى زهرة ..و من هم من اهدانى صورة كتب عليها للذكرى ..و كثير منهم أهدونى مناديل ملونة ..تجلب الحظ ..أو تمسح الدموع ..مئات الدعوات و عشرات الصداقات .لكن فى الليل ..تغلق المحطة أبوابها و لا يمر القطار و لا يبقى سوى قلبى الصغير اهدهدة و أغنى لة و احلم معة ..و فى يوم ككل الأيام و فى لحظة تفاؤل حمقاء ..إنتظرت القطار كعادتى ..و قد إحترفت الإنتظار ...فى لحظة تفاؤل حمقاء ..رأيتك تدخل من البوابة الحديدية السوداء ..تحمل حقيبتة عمرى و دقات قلبى المتلهف عليك منذ ولدت ..فى لحظة تفاؤل حمقاء ...أتيت لتجلس بجوارى ..تحادثنا ..ضحكنا ..ركضنا بين الحقائب و المسافرين ..لعبنا بالأوراق المبعثرة هنا و هناك ..و عندما همست فى أذنى احبك ..لم يرتعش القلب ..فقد كنت مسبقآ واقعة فى غرامك ..أسيرة عينيك ..فى لحظة تفاؤل حمقاء ..حلمت بأنك ستبقى إلى جوارى نمرح معآ إلى أن نستقل نفس القطار ..فى لحظة تفاؤل حمقاء ..و بعد سنين من الأحلام إختزلتها أنت فى لحظة ..رأيتك تستقل القطار بدونى ..و ابقى وحيدة ملوحة لك و دموع حارة تبلل شفتى و انا انطق احبك ..فى لحظة تفاؤل حمقاء ..جمعت لك الأحلام على صينية من البلور مغطاة برداء حريرى غزلتة أيدى جنيات الحواديت و أشعة القمر الفضية ..فى لحظة تفاؤل حمقاء ..بقيت و حيدة على رصيف المحطة ..أدفع ثمن حماقتى ..و أنتظر القطار

تخاريف و هلوسات

إشتقت إليكم ..... من أنتم ؟؟؟ لا يهم ... هل تتواجدون أم أنها مجرد أطياف غير واقعية ..و لا يوجد أحد يقرأ كتاباتى تلك ..
كأنى أقف على جزيرة نائية ..أبحث عن أشخاص أتحدث إلى أشباح ...سراب ..أجدكم و لا أجدكم ...
غريبة فكرة الكتابة عن طريق النت ..و الأغرب أن تتخيل أنك تتواصل مع بشر من لحم ودم ...
الواقع أننا نتواصل مع أجهزة كمبيوتر ..
فهل جهازى المتواضع قادر على إيصال مشاعرى و أحاسيسى إليكم ؟؟؟
لا أعلم ...أتمنى و لكن ...ما كل ما يتمنى المرء يدركه ...
لكن لا أريد أن أفكر بتلك الطريقة لأن لا أحبط ..فل أبقي متفائلة و أتخيل أن الألاف المؤلفة من البشر ستدخل مدونتى ..
و أنى سأصبح الأشهر على النت (هههههههه) كبر الحلم أكثر من اللازم ..سأصبح من الأشهر (أكثر منطقية و تواضع)
.............................................................
تفتكروا إنى بخرف ؟؟ أو بهلوس ؟؟ ممكن الرجيم يعمل أكتر من كدة .. و بما إنى نويت أنزل الكام كيلو (بحاول أقنع نفسي إنهم مش كتير من 1 لحد 9 عاشان كدة قلت كم كيلو)
و طبعآ نويت قبل الصيف أنزلهم بسرعة صاروخية غير مبررة ..فمشربتش من الصبح غير كباية عصير برتقال و واحدة تفاح ..إية ..بتقولوا إية ؟؟؟ أكلت ...لا طبعآ مقضيها شرب فقط ..مع إنى مش تخينة ..بس عاوزة أكتسب مظهر كليبي (زى البنات بتوع الفيديو كليب) قبل الصيف ...إدعولى بالتوفيق و يا رب كلكم تخسوا و إستحملوا هلوستى أهو أرحم من الأكل ...سلام

الاثنين، 6 أبريل 2009

تصبحوا على خير

قبل ما أنام حبيت أجى أتمنالكم ليلة سعيدة فهقول ...
تصبحوا على خير ..
تصبحوا بالخير ..
و تصبحوا للخير ..
تصبحوا على أمل و سعادة و هنا ..
تصبحوا على حلم جديد ..حلم سعيد ..مفهوش ألم لحد ولا من حد ..
تصبحوا أشيك و أكرم و أفخم ..و مفيش مانع أغنى ..
تصبحوا بصحة ..و نشاط ..و ذكاء ..
تصبحوا بحب ..و على حب ..و للحب ..اللى ما بيوجعش (مع إنى مفتكرش إن دة ممكن)
تصبحوا ..على كتاباتى و تناموا بتقروا كتبى (شوية أنانية غير مضرة) ..
تصبحوا و الدنيا أرخص و الأزمة الإقتصادية باى باى و الحالة المادية مبشبشة..
تصبحوا و البنزين أرخص و العربيات من غير جمرك و العيش أطعم و الحياة بمبي بمي ..
تصبحوا ..و إبتسمتكم منورة الدنيا زى شمس الصبحية ..تصبحوا على ألف خير

العلاقة بين قص الشعر و المشاعر

عشوائية المشاعر .. عشوائية الحب ... حاجة كدة متلخبطة عاملة زى اللى بيشرب كوكتيل ...
إنت مش قادر تحدد إنت صح ؟؟ و لا غلط ؟؟ و لا متنيل على عين اللى جابوك ...السمة الوحيدة المشتركة ..إنك متدهول يا جميل ..
و أى دهولة دى مع سبق الإصرار و الترصد ..و لا ينفع تدفع كفالة و تخرج ..و لا محامى يضرب حرز القضية و يطلعك براءة ..زيك كدة زى الحزب الوطني ..قاعد و متبت ..و متربع و اللى مش عاجبوة ..مش هنقول يعمل إية ما علينا نرجع لموضوع المشاعر ..
عندى إختراع ..عبقري أحسن من إختراع الموبايل ...
لما الدنيا تسود قوى ..و المشاعر تتنيل ..و تبقى مرهق و متنهنه من كتر التفكير ..و دماغك و قلبك عاملين عليك مؤامرة ..
نصيحة ..روح قص شعرك ..
من غير ضحك ..و النعمة دى على عنية بينفع ..لازم تخفف الضغط من على دماغك لتنفجر و الحل الوحيد تحلق ..
صدقونى مهو النصائح المعلبة بتاعتة الصحاب ..لا تثمن و لا تغنى من جوع ..متفكريش فية ..اللى باعك بيعة ..طز دنتى زى القمر و ميت واحد يتمناكى (و طبعآ مفيش واحد من المية دول بيظهر مهو إحنا بنرضى بلغلب لية بس ؟؟)
علشان كدة الحل المثالى تخفها من على الجمجمة ..تبقى زيدان ..تبقى أبو تريكة أمر الله بقى و نفذ ..و تلك هى أولى نظرياتى العبقرية ..

النافذة

جلسنا أنا و هى صامتتين لفترة طويلة ..نحتسى فنجان القهوة بدون سكر كما نحبها دومآ ..و ننظر إلى النافذة بصمت و فراغ مؤلم ..تدور فى رأسى ألاف الأفكار ..أود أن أخرج ..أن أيتل بقطرات المطر تلك هى حالتى عندما أشعر بالتعاسة تغمرنى ..تنتابنى أحلام طفولية ..كأن أوقف السيارة و هى تسير بمحاذة البحر ..و أنزل أخلع حذائى و أترك الأمواج تتخبط عند عتبة قدمي..أو أن أنزل إلى بركة السباحة بكامل ملابسى ..أشعر أن الماء أصل الحياة و عندما أكون تعيسة أحتاج إلى المياة تغمرنى بعشوائية ..لأتأكد أنى مازلت أحي ..و أن ألامى ..مهما كانت ..لم تغير منى شئ ..كم أود أن أخرج ..لأقف تحت المطر ..القهوة مرة ..و هى لا تتحدث إلي ..كأنها تشعر بأنى حقآ لا أريد أن أتكلم مع أحد ..أنظر إلى النافذة و أعد حبات المطر ..أحاول أن أشغل عقلي ..فلا أفكر فية ..و لا أتمنى أن يتصل ..أو يعتذر ..أريد أن أكف عن ترديد كلمة أحبك و إشتقت إليك ..أريد أن أستمتع بحضورى و أن لا أعبء بغيابك ..تنظر إلى النافذة ..تفكر فى شئ مهم ..و أنا لا هم لى سواك ..أتمنى أن أخرج إلى المطر ..أن أصاب بزكام يخرجك من حواسى و أبرء بعدها منك ..ما بليد حيلة ..تنظر صديقتى إلى و تقول ..نقوم؟؟فأجيب ..نقوم ..

حذاء

ركضت إلى غرفتى ...نظرت إلي بدهشة ..قالت ...حذائى ...حذائى ضاع ..أردت أن أضحك ..لكن جديتها ..حزنها ...منعنى من مجرد الإبتسام ..حسنآ...نذهب الأن و نشترى حذاء جديد ..لا ....أنت لا تفهمين لقد أضعت حذائى ..جلست و وضعت وجهها الصغير بين كفيها ..و انا ما زلت واجمة ...رفعت رأسها ..و خطين رقيقن من الدموع على وجنتها الوردية ..قمت من مكانى ..جلست على قدمي و نظرت إليها ..بلطف و كأنى أتلمس زهرة ..رفعت رأسها و مسحت الدموع ..ما بك ..نذهب و أهديك أجمل حذاء ..لا ...قالتها بإصرار للمرة الثانية ..قامت من مكانها ...أزاحت الستارة و نظرت من النافذة إلى السماء و قالت ..لم تفهمينى ...كان حذائى المفضل ..فى يوم ماطر ..كنا نتمشى فى شوارع لندن ..الكل هرب إلى مكان دافئ أما نحن ..كنا نستمتع بالشتاء ..حضننى فى معطفة كطفلة صغيرة خبأنى من المطر ..حمانى ..و لكنة لم يستطيع أن يحمي حذائي الذى دمرة الوحل ..أخذنى كطفلة و أدخلنى أول محل أحذية و إبتاع لي ذاك الحذاء الملون ..قال لى :لقد صنعوا منة حذاء واحد فقط لأمريتى الجميلة ..كنت أعرف أنة كاذب ..و لكنى كنت سعيدة ...اليوم ضاع حذائى المفضل ..الذى كنت أشعر عندما أرتدية بأنى ثابتة على الأرض فى أيام مؤلمة ..دائرة بقوة ..تفقدنى توازنى كل يوم ..ضاع الحذاء ..و فقدت توازنى ..و ضاع هو ...فمن أين لى الثبات؟؟ و أين هو ليبتاع لى آخر ؟؟نظرت إليها ..واقفة قرب النافذة كلوحة زيتية ..نظرت إليها و غلالة من الدمع تحجب عنى الرؤيا

إستفتحنا ..و إستعنا على الشقا بالله

صباح الخير ...مساء الخير ...ظهر الخير ...كل سنة و إنت طيبين ...
اللى إنت عايزينوا ....أنا مين ...بإختصار ...لينا ...
بعمل إية هنا ....بفضفض معاكم ...بنضحك سوا ...بنعيط سوا ...بندردش ...ورانا إية ورانا إية ؟؟؟
يا ريت تعتبرونى صديقة ..أخت ..أو حتى حد معدى و يا رب ....أنول إعجابكم ..
و التنبية اللى لازم أقولهلكم ...سامحونى يس الصراحة واجبة ..
لو البوليس قبض على حد فيكم ...مليش دعوة ...
و مفيش رجولة ...و على رأى نصفى الفلسطينى (الهريبة ثلثين المراجل ) و على رأى نصفى المصرى (الهروب تلت الجدعنة)
أشوفكم ..قريب جدآ ....لينا