الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

لمسة إيد

سأخذكم فى رحلة بسيطه ..نسير فيها حفاة على أطراف أصابعنا ...نتسلل إلى أروقة الحب ..نقرأ فى فناجين القهوة و ربما فناجين الشاى أيضآ , لنبحث عن قصة تروى ..لها وقعٌ موسيقى أو بين طياتها تحمل رسوم متحركه ملونه..ينبعث منها عبير النرجس الأخاذ ...
فى الحب ..تنبت كل القصص من بذرة واحده..لكن يختلف حجم المحصول و جودته..
قصتهما لم تبدأ بالنظرة الأولى ..فسلام و لقاء ...لكنها فى مضمونها تشابهت و قصص الأحبة و العشاق ...
أحبها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إحتمال ..
أحبته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أكيد...
لكن اللقاء بقي مؤجلآ ..حتى حانت إلتفاته كريمة من القدر فقرر ان يجود عليهما بلقاء ...
حادثته ليتفقا على المكان و الزمان و إن كانت كل الأماكن مملوكة لتلك اللحظة التاريخية و الزمن قد إختزل ذاته للحظة تلاقي العينان فى النظرة الأولى ...
(ذهبت مبكره ...و رغم الحيره التى عصفت بها فقد إرتدت ملابس بسيطة لتخيب ظنون ذاتها و تخلف تطابقها مع حلم لطالما راودها...حالة التوتر المفاجئه التى عصفت بها أسقطت أوراق شجرها اليافعه و إنهارت زهور ثقتها الربيعية إلى خريف مصفر ذابل....
إختارت طاولتهما قرب النافذه لتمارس هوايتها بالهروب عن أعين الناس و فى ذات الوقت ترقب قدومه إلى المقهى ..
هل تأخر؟؟
أم أنى أتيت باكرآ ؟؟
حدثته فى الهاتف .." و قد إعتادا الحديث فيه و إطمئنت لصوته كما إستكان لنبراتها".. قال لها أنه فى الطريق إليها و قد أخره شراء غرض لها فخمنت أنها زهور و قد صدقت ...أخبرته و فى صوتها إرتعاشه ..أنها تفكر بالمغادره و تأجيل اللقاء..فطلب منها أن تنتظره لأنه أتى للقائها...)

(ذهب إلى عمله كعادته ..جلس على مكتبه و لكنه لم يكن فى حالة تسمح له بالتركيزو ظل يفكر فى ذلك اللقاء المؤجل ..
لم تحدثه لتؤكد قدومها ..فهل غيرت رأيها؟؟
تلاعبت به الأفكار كريشة مضطربه لم يستعد للقائها حتى يتناسي الموقف و يستطيع أن يتلاعب بعقارب الساعه..فعلها تخفى عنه قلة صبره ..شوقه..و إضطرابه..
هاتفه يرن...أتاهٌ صوتها قلق تؤكد قدومها و لكنها ستتواجد قبل الموعد المتفق عليه بنصف ساعه..." أشفق عليها من الإنتظار"
خرج من مكتبه و وصل إلى شارع بجوار المقهى ..بحث عن محل لبيع الزهور و إبتاع لها باقة لم تعجبه..و لكنه كان فى حالة لا تسمح بأى نقاش أو جدال مع أى شخص أخر غير قلبه..
يرن هاتفه ثانية..إنها هى ...ضلت قدماى الطريق لكنى بالقرب..
لكم تمنى أن يهرب هو شخصيآ ...لمحها من بعيد .. تجلس قرب النافذة..إبتسم لها..)
دخل المقهى ليجلسا صامتين على ذات الطاولة ..إلا من حديث بالقلوب و النظرات و حديت أخر فى صدر كلآ منهما مع قلبه ..أسرده أنا على مسامعكم..
• لى مع الخيالات قصة و روايه..فأنا أعترف أمامك دون إعتراف جلىَ..أجلس أمامك على الطاولة ..أحتضن بين طيات كفي فنجان الشاى..أخاف أن تلامس أناملى مصادفةً..فتتأكد أنك تجرى فى عروقى مجرى الدم..أهرب إلى فنجان ساخن يلسع أناملى..لأهرب من يدك الحنون..
• أختلس النظرات إلى يدها التى تعبث يها حائره..وكأنها تلامس أوتار قلبى لتعزف لحنآ من العشق الأبدي ..يا قيثارة عمرى ..أتمنى أن تضعي يدك على الطاوله لتهدأ و أن أتسلح بالشجاعة و الجرأه لأمسكها بلحظة بالعمر كله.......
• هل أضع يدي على الطاوله؟؟ أم أخبئها فى حجرى كالأطفال؟؟ ربما لا يود أن يمسكها فإن وضعتها ستكون محاولة عرض واضحه و صريحه و إن لم يمسكها سأشعر بخية أمل و إحباط و خجل لا نهائي....
• يتسلل اليأس إلى قلبى الملهوف على لمس يدك و يلقي بستاره كنهارنا الذى ينسل مودعآ من النافذة ناظرآ إلينا بإشفاق متمنيآ لنا لحظة سعيده..تذوبين السكر فى الفنجان..رائحة عطرك تملئ المكان..أكاد أغمض عينايً مستمتعآ بوجودك الطاغى ..حتى المائدة قرب الزجاج تتراقص طربآ فقد شرفتها بحضورك المبهر و غلالة عطرك و عبيرك ....
• أتلمس فنجان الشاى الخاص به ..أتمتم بكلمات مفادها أنى أعشق تحضير الشاي لكل من يرافقنى من صحبه ..لكنى كاذبه ..أعشق إعداد الشاى لك وحدك ..أنت فقط دون سواك من البشر ..أعشق لمس أمورآ تخصك ..هاتفك ..مفاتيحك..أوراقك ...سترتك ...كلها حظيت بشرف إنتسابها إليك ..أشياءُ تخصك ..و أنا أعشق الخصوصيه فى عشقك...
• أفقد الأمل ..........................
..و لكن الأمل جزءُ من حبي لك ..فكيف أفقده؟ أنتى منتهى أملى و غاياتى ...و لحظات عشقى التى ذابت كحبات السكر فى الفنجان...هل طعم الشاي مختلف؟؟ ألإنك أنت من أعدتهُ؟؟ حبيبتى سلمت يداك التى أتوق لمسها و لا أستطيع ...........ألوح للنادل ..أدفع ثمن الشاي لتعجلك الرحيل ...نسير سويآ لنزل السلم ...
• قلبي يكاد يتوقف من السعادة ..فقد فاجأنى بإمساكه يدي و نحن نهبط الدرجات و نغادر المقهى ..نظرةُ إلى عينيه مودعه و أوصيتهُ على نفسه بكلمات لا أميزها ..أطير ..أحلق ...هل هذا هو الحب؟؟؟
• أخرج من المقهى سعيد ..أقفز فى الطرقات على صوت دقات قلبي راقصآ ..فقد تحرك اللاوعى أخيرآ و حضنت يدك التى ذابت بين أناملى كقطعة من الحلوى ...............أحبك ......أجل ..................أحبك.

هناك تعليق واحد: