بدت كل الأشياء صغيرة بطريقة مبالغ فيها .........
حتى حزنها بدا لها صغيرآ قياسآ بحجم الفقد .. نظرت من النافذة إلى أطياف تتلاشي و صور لا تميزها ...
تنهدت كأنها تعاتب ذاتها على أمور لا يد لها بها و لا تملك الحق فى تغيرها ...
كم تمنت لو تعيد ترجيع الشريط ..لتعيش ذات الأحداث و المجريات بحلوها و مرها ..
بتعجلها و تأخرها ..بإنضباط مقاسها مع حجم أمنياتها و عدمه...
كل لحظة و كل ثانية حملت بين طياتها عمرآ بأكمله ...أغمضت عيناها لتتحاشي النظر إلى شئ و لتسكت حوارات فارغه تدور حولها و لا تعنيها ...
أرادت أن تختلى بنفسها ..تحدث قلبها و تربت عليه بحنان ..
أو تلامس قفصها الصدرى و تبحث عن تلك المدينه التى تختبئ في مداره الفارغ بإستكانه ...
أيا مدينه ..
إستودعتك قلبي و صندوق قديم فى شارع عام لا يراه أحد وسط الضجيج ..يركن بهدوء إلى سور يفصله عن صفحة النيل الرماديه ..
صندوق وضعت فيه كل ذكرياتى ..أحداثى ..همساتى ..و مجمل أحلامى ..
تردداتى ..إنبعاثاتى..تنهداتى...تغي
راتى..أبجدياتى و أولى خطواتى..
إستودعتك وجوه الأحبة ..و دفء القلوب ..
لحظات حميمه ..و شوقآ دؤوب...
جراح قديمه ..و حزن يذوب ....
أيا مدينة مغلقة بإحكام ...مشرعة الأبواب ...
إستودعتك ذاتى ...و أحلى لذاتى...و أول و أخر ملذاتى...و أعظم إنجازاتى ..
يا مدينة إنحيازاتى و إنتصاراتى و نكساتى و إنكساراتى ...
يا عمرآ مضى و كل ما هو آتى ...
تذكرت أخر أوراقها إليه ...ورقه لم تعطه إياها ..كتبتها لتحتفظ بها ...
أخرجتها من حقيبتها و فتحتها لتتهجى الأحراف خلف غشاء من الدموع الماسيه ...
لو كان للسعادة سبب..}
فأنت كل أسبابي ..
و لو كان للحب قلب ينبض و دماء تجرى فى العروق ..فعيناك يا حبيبي شرياني بقائي ...
صمتى ..
لهفتى ..
شوقى ...
إبتعادى و إقترابي ...
لي يا حبيبي فى العشق قصة تروى ...تناثرت كلماتها على درجات أحلامى المحققة ...و قمرى الذى ينير صفحة النيل راقصآ هائمآ فى الحب مستسلمآ للذاته ..
لى فيك ..
إقتراب مضطرب بحمرة الشوق ..
و إبتعاد ظاهر خفي متسلل بالقرب ..
لي فيك حلاوة الطعم ..و سعادة المفاجأه ..و شوق العمر و خفة اللحظه ..
و إرتعاشة القلب و لمعان العين و ضعف القدم و إحتراف التحليق و الطيران ..
لى فيك نفسي و قلب تناثر فى لحظة بالعمر كله ...
ليلتصق بك و يبقى معك ..
و أبقي أنا ...بأجزاء من قلب ..
و أطياف من روح ..سعيده ..هانئه..راضيه...بل أكثر لأنى أهديتك لحظة حب{ ...
تدحرجت دمعه وحيده ..فعضت على شفتيها بغضب ..
أخرجت من حقيبتها قطعة من الشوكولاته ..تناولتها و علا صوت المضيفه تعلن الإستعداد للهبوط .....
(مستوحاه من أغنية شنطة سفر ..غناء أنغام كلمات فاطمة جعفر و ألحان محمد علي سليمان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق